الهيئة السورية للحج والعمرة

Search
Close this search box.

التفاصيل

العمل المؤسساتي في عصر الثورات / لجنة الحج العليا السورية مثالاً/

مقدمة

تعريف العمل المؤسساتي

  •  مجموعة من الإجراءات التي يجب القيام بها في كل مؤسسة جديدة أو قيد التطوير من خلال بناء هياكل إدارية وأنظمة داخلية للمؤسسة بهدف تحقيق الفعالية المطلوبة في العمل.
  • يركز العمل المؤسساتي على تنظيم إدارة الموظفين، تطوير السياسات والإجراءات، وتحسين العمليات داخل المؤسسة، تعزيز الشفافية، والمساءلة، والرقابة، والتقييم.

صعوبة العمل المؤسساتي في زمن الثورات

في أوقات الثورات والتغيير الجذري، يكون العمل المؤسساتي أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاح عملية التغيير والبناء على أسس صحيحة ويكون بالعادة أصعب بكثير من العمل به في أوقات الاستقرار، حيث يحتاج إلى جهد مضاعف ولنا في لجنة الحج العليا السورية مثالا، حيث تتوزع على عدّة بلدان ومطلوب منها التأقلم مع قوانين وأنظمة تلك الدول وبنفس الوقت بناء مؤسستها وقوانينها الخاصة.

  • وبمقارنة عمل لجنة الحج العليا السورية في زمن الثورة السورية مع ما كان عليه الحج أيام النظام، نجد أن هذا الملف كانت تقوم عليه عدة وزارات وجهات ومؤسسات حكومية وخاصة من وزارة الأوقاف إلى وزارة السياحة، وزارة الداخلية، وزارة المالية، مؤسسة الطيران المدني وغيرها من المؤسسات مما زاد في صعوبة إدارة هذا الملف …
  • لعب العمل المؤسساتي دورًا حاسمًا في توجيه جهود التغيير وتحقيق استقرار عمل اللجنة منذ تأسيسها من خلال هياكلها التنظيمية وانظمتها ولوائحها الداخلية وقوانينها الناظمة للعمل.
  • الثورات تنشأ غالبًا نتيجة الفساد وسوء الإدارة، الفساد يشوه العمل المؤسساتي ويعوق التقدم. يجب أن تكون هناك استراتيجيات فعّالة لمحاربة الفساد وضمان النزاهة في جميع المستويات، وأن تسعى الثورات إلى إنشاء مؤسسات جديدة أو تحسين المؤسسات القائمة لتقديم بديل جيد وفعّال عن المؤسسات الفاسدة وغير فعّالة، وقد كانت وزارة الأوقاف في زمن النظام إحدى رموز الفساد في الدين والدنيا وكذاك بقية الوزارات المعنية بملف الحج، لذلك سعت اللجنة لتقديم بديل قوي عنها واستطاعت اثبات نفسها كمؤسسة تتخذ نزاهة العمل أحد أسسها.

متطلبات مهمة في العمل المؤسساتي:

  • المؤسسات يجب أن تكون ملتزمة بتقديم خدمات بجودة عالية، يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير الخدمات المقدمة وتحسين الإدارة ومن يقارن الحج في زمن النظام مع ما وصل إليه بعد الثورة يلمس الفرق الكبير في الخدمات المقدمة للحجاج.
  • المحسوبيات تشكل تهديدًا للعمل المؤسساتي، فيجب أن يتم تعيين الأفراد بناءً على الكفاءة والخبرة لتجنب المحسوبيات وتعزيز الشفافية فحرصت اللجنة على إدخال الكوادر أصحاب الخبرة وحملة الشهادات الجامعية في التخصصات الإدارية والمالية والحقوقية وغيرها من التخصصات التي تعزز هذه المؤسسة.
  • لقد استفادت لجنة الحج العليا السورية من طاقات الشباب وأهل الاختصاص لتعزيز فكرة التجديد وتقديم أفكار متطورة إلى الكادر صاحب الخبرة الذي كان يوجه هذه الكوادر نحو بناء مؤسسة صحيحة وفعّالة ، هذا المزيج ساهم في تحقيق التغيير الإيجابي.
  • ضمان تعيين الأفراد بناءً على الكفاءة والخبرة يزيد من فعالية العمل المؤسساتي ويمنع التقديم على أساس المحسوبيات فكان لكل منصب إداري يشغله صاحب الكفاءة والخبرة في نفس التخصص.
  • المؤسسات يجب أن تعمل بجد على تحقيق هدف تقديم الخدمة الأمثل لتلبية احتياجات المواطنين وزيادة الجودة والكفاءة في الخدمات المقدمة.
  • أسباب نجاح لجنة الحج العليا السورية.

أبرز الأسباب التي ساعدت لجنة الحج العليا السورية في العمل المؤسساتي.

  1. وجود الخبرة التراكمية والعمل بشكل احترافي في إدارة لجنة الحج العليا
  2. وجود الاستقلالية المالية والإدارية
  3. اعتماد جيل الشباب في العمل التنفيذي وتدريبهم بشكل مستمر
  4. الاستفادة من خبرات خارجية من أصحاب التخصصات في بناء العمل المؤسساتي.
  5. التناغم والانسجام بين كوادر اللجنة
  6. التفاني في خدمة العمل والحجاج
  7. الوسطية في التعامل بالأمور الشرعية الخاصة بالحج.
  8. وجود كوادر إدارية وشرعية كبيرة في مجموعات الحج السوري.

هذه الأسباب وغيرها لم نجدها في أغلب مؤسسات الثورة الأخرى، بل غلبت عليها العشوائية والمحاصصات التي أفقدت هذه المؤسسات مضمونها.

في الختام، ندرك أن العمل المؤسساتي يمثل الأساس لبناء مستقبل مستدام وخالٍ من الفساد خلال فترات الثورات، من خلال ترسيخ مبادئ الشفافية، المساءلة، والكفاءة، يمكننا تحقيق تغيير إيجابي وتحسين جودة الخدمات، بذلك، نضع أمامنا الفرصة لإنشاء مجتمع أفضل يستند إلى مؤسسات تعمل من أجل الصالح العام لا من اجل مصالح ضيقة ومصالح شخصية همهما الأول جمع المال.

17.10.2023

نور أعرج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *